الوصف
مجموعة من الحوارات حفل بها الكتاب ، تأخذ القارىء إلى عوالم الفكر الذي ما زال يموج داخل عقل الإنسان ، مع كل خاطرة ، ومع كل حادثة ، ومع كل تأمل … مع كل فجر ينبثق ، ومع طلعة كل شمس تبزغ ، ومع ظلال الليل تخيم على العام تمنحه غموضاً يزيد في روعته … هو عالم الإنسان الذي يحرك عقل الإنسان فيلهث وراء إجابات لتساؤلات حرّكت وعيه، وما يزال جاداً في البحث عن شخص يركن إليه ، فيمنحه إجابات تهدئ من روع نفسه ، فيطمئن قلبه ، ويرتقي عقله .. حوارات تحمل في مضامينها عمقاً إيمانياً، وآخر نفسياً، وبعضها حياتياً .. وآخر فلسفياً .. إلا أنها في مجملها تعكس ما يجول داخل الإنسان من أفكار ، من تساؤلات ، ومن خواطر ، وإجابات تمثل في مجملها دواءً شافيا للشباب الذي طرحوا هذه التساؤلات وكذلك لمن استمتع بقراءة هذه الحوارات .
وعلى سبيل المثال : حوار جرى حول وجود اللّٰه تحت عنوان ” موجود ، ولا تراه ” : سألني :
هل اللّٰه موجود ؟ قلت : طبعاً موجود . قال : وفي كل مكان ؟ قلت : وفي كل مكان ، ولا يخلو من مكان . قال : ولا نراه؟ وقد ذكر في القرآن الكريم أنه جلّ جلاله : [ ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ) ] [ الأنعام / الاية 103 ] . قلت : المشكلة أنك تريد مثالاً مادياً لشيء غير مادي … ومع ذلك سأضرب لك مثالاً : هل روحك موجودة ؟ قال
: موجودة . قلت : وفي كل مكان من جسمك ؟ قال : في كل مكان منه . قلت : ولكنك لا تراها ؟ قال : بلى فأنا أرى نفسي في المرآة . قلت : هذا الذي تراه هو جسمك وليس روحك .
ولا أحد يستطيع ان يرى روحك ، مع أننا نعرف أنها موجودة . قال : هنالك من لا يعتقد بوجود روح وبدن ، ويقول أنهما شيء واحد . قلت : عندما يموت الشخص ، بماذا يختلف عن غيره، مع أن جسمه موجود بكامل أعضائه ، أليست الروح هي التي تكون قد خرجت من بدنه ؟ وأضفت : دعنا من ذلك ، أليست لك أفكار وأحاسيس ، وذكريات ، وفهم دستور وعقل وخيال ؟ قال : طبعاً . قلت فهل تراها ؟ قال : لا . قلت : فهل تقول أنها غير موجودة ؟
قال : لا ، ولكن هل لك أن تضرب لي مثالاً لوجود اللّٰه في كل مكان ؟ قلت : ماء البحر أليس مالحاً؟ قال : نعم . قلت : هل ترى الملح الذي فيه ؟ قال : لا. قلت : وهل هنالك أي جزء من الماء ليس فيه الملح ؟ قال : لا ماء البحر مالح . قلت : إذن الملح موجود في الماء ، وأنت لا تراه، وهو موجود في كل مكان من البحر بلا استثناء. قال : كان مثالاً جيداً . قلت : ولكن أعلم أن اللّٰه تعالى لا تُضرب له الأمثال . فليس له نظير ، وليس كمثله شيئ ، وهو فوق ما يقول القائلون : يقول جعفر الصادق رضي اللّٰه عنه : وهو يعرّفنا ربنا سبحانه : ” سبحان من لا يعلم أحدّ كيف هو إلا هو ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، لا يُحدّ ، ولا يُخسّ ، ولا يُجسّ ، ولا تدركه الأبصار ولا الحواسُ ، ولا يحيط به شيء ولا جسم ولا صورة ، ولا تخطيط ولا تحديد .[…. ] حوار رائع بروعة موضوعه ، وعمق تساؤلاته ، ودقة إجاباته .
وهكذا يمضي المحاور، وبأسلوب علميّ موضوعي إيماني ، يثلج الصدر ، ويطمئن النفس ، وكما هذا الحوار ، أتت جميع الحوارات التي حفل بها هذا الكتاب ، التي تميّزت بجمال موضوعاتها، هذه طائفة منها على سبيل المثال : خلقنا اللّٰه ليرحمنا ، دوافع الملحدين ، المعجزات، كيف نتفاعل مع القرآن ، دعوة الأنبياء عليهم السلام في كلمات ، لن يؤمن الجميع ولن يكفر الجميع ، كيف أنجح ، هل لك خارطة طريق ، عن الحظ ، التعلّم من الآخرين لا الذوبان فيهم ، التوكل على الرب – مكتبة ضخمة في داخلك ، الزواج ضرورة الحياة ، حاجة الجنسين إلى بعضها ، كيف تكون سعيداً بزوجته ، دفاعاً عن المرأة ، الحجاب … لماذا ؟ التعامل مع أخطاء الناس ، معالجة الكآبة ، إلى ما هنالك من مواضيع استوجبت حوارات تستحق القراءة.




